أكدت سعادة أميرة بن كرم، رئيس مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الشارقة، أن التعاون بين مجالس أعمال السيدات في دولة الإمارات العربية المتحدة يسهم بتمكين المرأة اقتصادياً ومهنياً، ويذلل التحديات التي تقف في طريق تحقيق تطلعاتها ورغباتها، ويعزز من حضورها الفاعل بالحياة الاقتصادية والاجتماعية، ومساهمتها في الحركة التنموية المتسارعة التي تشهدها الدولة.
جاء ذلك خلال الاجتماع المشترك الذي عقده مجلس سيدات أعمال الشارقة، يوم أمس الأول (الإثنين)، بمقره بالشارقة، مع مجلس سيدات أعمال الإمارات، وبحثت خلاله كل من سعادة أميرة بن كرم، وسعادة مريم محمد الرميثي، رئيس مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الإمارات، سبل تعزيز التعاون الإستراتيجي، وتنسيق العمل المشترك بين المجلسين.
وحضر الاجتماع كل من أوليمبيا طباش، الأمين العام لمجلس سيدات أعمال الشارقة، وفريدة العوضي، النائب الأول لرئيس مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الإمارات، وعائشة راشد آل علي، النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الإمارات، ورغدة تريم، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ومريم ناصر السويدي، رئيس قسم خدمة السيدات بدائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة، وهناء أحمد المقبالي، من دائرة التسجيل العقاري بالشارقة، وعدد من أعضاء مجلسي إدارة مجلس سيدات أعمال الشارقة، ومجلس سيدات أعمال الإمارات.
وفي بداية الاجتماع، رحبت أميرة بن كرم بالحضور، وأكدت أن هذا اللقاء يأتي في إطار حرص مجلس سيدات أعمال الشارقة على التعاون والتشاور مع مجلس سيدات أعمال الإمارات، لبحث سبل تطوير الخطط المستقبيلة الرامية إلى تمكين المرأة الإماراتية مهنياً واقتصادياً. واستعرضت عدداً من المشاريع والمبادرات التي ينفذها المجلس، ومن بينها بطاقات العضوية الثلاث "يكة، والجيون، وشيرينا" التي يمنحها مجلس سيدات أعمال الشارقة تحت مظلة برنامج "لآلى" للسيدات الراغبات في الانضمام إليه.
وتناول الاجتماع الشراكات الإستراتيجية التي استطاع مجلس سيدات أعمال الشارقة إقامتها في الفترة الماضية مع عدد من الجهات، بالتركيز على شراكته مع "الأكاديمية الإيطالية" التي نتج عنها توقيع مذكرة تفاهم هدفت إلى تطوير الحرف التقليدية الإماراتية، وخاصة حرفة "التلي"، التي تنفذها السيدات الإماراتيات من خلال مشروع "بدوة" التابع لمبادرة "إرثي" و إلى الدور الكبير الذي لعبته هذه الاتفاقية في وصول المهنيات الإماراتيات إلى العالمية.
وحول المشاريع التي يشرف مجلس سيدات أعمال الشارقة على تنفيذها، استعرض الاجتماع حجم الأعمال المنجزة في مشروع سوق "أنوان" بمدينة دبا الحصن، والذي قدم فرصاً مميّزة للشباب من رواد الأعمال والشركات الجديدة لترسيخ مكانتهم في عالم التجارة، والذي سعى المجلس من خلاله إلى توظيف طاقات الشباب بشكل أمثل من خلال صقل مهاراتهم وتنميتها والعمل على إنجاح الأعمال التجارية الخاصة بهم.
وتحدثت رئيس مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الشارقة كذلك خلال الاجتماع، حول مختلف المبادرات التي أطلقها المجلس، لا سيما مبادرة "إرثي" التي جاءت لتكون بمثابة منبر لتوحيد الأفراد والمؤسسات الذين يلتزمون بالممارسات الأخلاقية في ابتكار وتصميم وتطوير منتجاتهم، في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا، إلى جانب مشروع "بدوة" الذي خرج عن مبادرة "إرثي" والهادف إلى تمكين السيدات الإماراتية اللواتي يعملن في مجال الحرف التقليدية، وتقديم المساعدات لهن من أجل استثمار مواهبهن في إطلاق مشاريع وابتكار منتجات عالية الجودة، وذات قدرة تنافسية عالية في الأسواق الإقليمية والعالمية. وطالبت بن كرم بضرورة العمل على إنشاء سجل وطني خاص بسيدات الأعمال في الإمارات، تتشاركه جميع مجالس سيدات الأعمال بالدولة.
من ناحيتها، تناولت سعادة مريم محمد الرميثي خلال كلمتها، الخطة الإستراتيجية الخمسية لمجلس سيدات أعمال الإمارات (2015-2019) التي جاءت تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيسة الفخرية لمجلس سيدات أعمال الإمارات، والتي تهدف إلى تحفيز السيدات للدخول إلى عالم ريادة الأعمال وتمكينهن في ظل اقتصاد متنوع ومستدام، وتنمية قدرات رائدات الأعمال، إلى جانب بناء خبرة تراكمية معرفية تضمن التطوير المستمر لأعمال وخدمات المجلس وفق المستجدات التنافسية في سوق العمل.
وقالت الرميثي:"أطلقنا في سبتمبر الماضي خطتنا الإستراتيجية الخمسية التي نعمل في إطارها على إقامة وتنسيق مجموعة من الحملات التوعوية الهادفة إلى نشر ثقافة ريادة الأعمال، وتبني مشاريع متكاملة تستهدف التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق ذات الأولوية، ونشر ثقافة الابتكار بين سيدات الأعمال وترسيخها في أعمالهن، إلى جانب إنشاء قاعدة بيانات الكترونية خاصة بسيدات الأعمال في دولة الإمارات".
وكشفت الرميثي عن حزمة الخدمات التي يقدمها المجلس إلى سيدات الأعمال، ومن بينها استشارات ذات أبعاد اقتصادية، ومالية، وفنية، وقانونية، يقدمها بأسلوب علمي ومهني منظم نخبة من المختصين، بهدف دعم استقرار سيدات ورائدات الأعمال في القطاع الخاص والمساهمة باستدامة أعمالهن وتطويرها.
وتوجهت كل من أميرة بن كرم، ومريم الرميثي بالشكر إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، على دعم سموها للجهود الرامية إلى تمكين المرأة الإماراتية اقتصادياً واجتماعياً، كما تقدمتا بالشكر إلى قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري لمجلس سيدات أعمال الشارقة، على حرص سموها الدائم على إطلاق المبادرات الهادفة إلى تعزيز مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بإمارة الشارقة.
وشهد الاجتماع توقيع مذكرة تفاهم مدتها أربع سنوات ما بين مجلس سيدات أعمال الشارقة ومجلس سيدات أعمال الإمارات ، وذلك انطلاقاً من أهمية التعاون المشترك بين مجالس سيدات الأعمال في دولة الإمارات، ونصت المذكرة على ضرورة التعاون والتنسيق بين المجلسين، بما يساهم في دعم وتمكين المرأة الإماراتية العاملة اقتصادياً ومهنياً وإبراز إنجازاتها.
وبموجب هذه المذكرة، سيتم تشكيل لجنة مشتركة ما بين المجلسين، تنحصر مهامها في تحديد قائمة بأولويات المشاريع التي سيقوم الطرفان بتنفيذها، وبحث ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب تعزيز وتفعيل التعاون المشترك بين الطرفين.
وحول توقيع هذه المذكرة قالت أميرة بن كرم: "يأتي توقيعنا لهذه المذكرة لنجدد العهد بالتزامنا بتعزيز العمل المشترك مع كافة الجهات والمؤسسات بدولة الإمارات لا سيما مجالس سيدات الأعمال، من أجل توفير توحيد جهودنا، وإيجاد بيئة عمل جاذبة ومحفزة على الإبداع لسيدات الأعمال والمهنيات والحرفيات، حتى تحقق غايتنا المنشودة والمتمثلة في الوصول إلى مرحلة الاندماج الكامل في المجتمع بالنسبة للمرأة".
من جانبها، قالت مريم الرميثي: "هذه المذكرة تعزز جهودنا في تطوير ودعم المرأة في قطاع المال والأعمال بدولة الإمارات، ونشر الوعي الاقتصادي بين كافة فئات المجتمع الإماراتي، وكلنا أمل في أن تسهم هذه المذكرة في تحقيق مزيد من التعاون بين المجلسين بما يؤدي إلى تدشين المزيد من الأنشطة والفعاليات التي تلقي الضوء على الفرص الاستثمارية المتوفرة لسيدات الأعمال بما يشجع العنصر النسائي على الاستفادة من هذه الفرص لنرى مساهمة أكبر لهن في مجال ريادة الاعمال".
ويهدف مجلس سيدات أعمال الشارقة الذي تأسس عام 2002، إلى تعزيز بيئة العمل الداعمة للمرأة في الشارقة، وتأهيل السيدات على الدخول في عالم الأعمال الحرة، وتعزيز دورهن في التنمية الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء. ويعمل على تحقيق ذلك من خلال تنفيذ البرامج والأنشطة المتنوعة والتي تشمل المؤتمرات والندوات وورش عمل والدراسات والبحوث، إلى جانب الشراكات مع الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة، داخل دولة الإمارات وخارجها.
كوني على اطلاع